جامعة صحار تسلط الضوء على المخطوطات العربية وحفظها ودراستها

preservation and study of Arabic manuscripts

نظمت جامعة صحار ممثله بمركز العوتبي للدراسات الثقافية والتراثية فعالية ثقافية تراثية بعنوان المخطوطات العربية دراسة وحفظاً تحت رعاية الدكتور حمدان بن سليمان الفزاري رئيس الجامعة في الفترة من 11-12 فبراير 2025م بالحرم الجامعي. استهدفت الفعالية الدارسين والباحثين والمهتمين في مجال الدراسات الثقافية والتراثية والمخطوطات العربية.

وقد أسهمت جامعة صحار من خلال تنظيم هذه الفعالية إثراء البحث العلمي، وحفظ التراث الثقافي، وتعزيز التعاون الأكاديمي، ودمج التكنولوجيا في التعليم، مما يعكس التزامها بتقديم تعليم عالي الجودة والمساهمة في التنمية الفكرية والثقافية للمجتمع. والذي بدوره يعكس ويعزز الخطة الاستراتيجية لجامعة صحار في التميز الأكاديمي للتجربة الطلابية، بالإضافة إلى البحث العلمي والابتكار.

ابتدأت الفعالية بافتتاح معرض المخطوطات العربية تحت إشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب – مديرية المخطوطات، والذي عرض نماذج مهمة من المخطوطات العربية، تبعتها ندوة دولية بعنوان واقع المخطوط العربي والعناية به شارك فيها  البروفيسور عبدالباسط قوادر أستاذ فقه الوصايا والمواريث بجامعة الزيتونة في تونس، حيث تحدث عن أهمية المخطوط والتقاليد القديمة والمستحدثة في تحقيق المخطوط بمنهجية متقدمة مستمدة من طرائق حديثة تفضي إلى نتائج جديدة، مع ضرورة التنبه إلى أنه ليس كل مخطوط يمكن أن يُحقق، بل هناك شروط لا بد من توخيها قبل الإقدام على التعامل مع أيّ مخطوط. وأشار قوادر إلى هناك أنواعا عديدة للمخطوط منها الهجين، والمؤرخ، والمصور، والمقطوع.

أما المتحدث الرئيس الثاني في الندوة فكانت الفاضلة شيخة المطيري رئيسة قسم الثقافة الوطنية بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي والتي قدمت ورقة عمل بعنوان: ” دور مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في حفظ التراث الإنساني “، حيث أشادت في مطلع حديثها بأهمية اختيار المخطوط الذي يصلح للتحقيق مع أهمية الإيمان بالمخطوط ومخزونة العلمي. فالتحقيق يعين على إيجاد كتاب جديد لم يكن موجوداً. كما قدمت سيرة إنشاء مركز الماجد الذي افتتح رسمياً عام 1991م بدبي، وهو مركز له تاريخ حافل بالاهتمام بالمخطوطات والعناية بها وترميمها، فضلا عن اتفاقيات المركز مع اليونيسكو في جمع المخطوطات وفهرستها. يُذكر أنّ الدكتورة هاجر حراثي رئيسة لجنة التراث والتاريخ في مركز العوتبي قد أدارات الندوة وقدمت تعقيبات مهمة على الورقتين، وقد رفد جمهور الأساتذة الحاضر للندوة بالعديد من التعقيبات والإضاءات والتساؤلات التي عمًقت الحوار مع الضيفين.

وفي نهاية قدّم البروفيسور نضال الشمالي رئيس مركز العوتبي التوصيات التي خلصت إليها ومنها، الدعوة إلى إنشاء مراكز تراثية تُعنى بالمخطوط العربي وتحقيقه ودراسته وفهرسته. وأن يكون ” تحقيق المخطوطات “، مقرراً إلزامياً في الدرس الجامعي. وأن تتوجه بعض البحوث إلى دراسة سير المحققين ومناهجهم. فضلاً عن إقامة الملتقيات الدورية بين المحققين والدارسين لتقديم الجديد في موضوع المخطوطات. إضافة إلى تعزيز التواصل بين المراكز التراثية وتعميق الروابط بينها، وأخيرا الاستفادة من مقدرات الذكاء الاصطناعي في رقمنة المخطوطات وفهرستها وأرشفتها.

كما حرص مركز العوتبي على إقامة دورة تدريبية متخصّصة في تحقيق المخطوطات العربية لأعضاء هيئة التدريس وعدد من طلبة الدراسات العليا تحت عنوان ” آليات تحقيق المخطوط ومناهجه في سلطنة عمان “، قدمها الدكتور ناصر بن علي الندابي أستاذ التاريخ المساعد في جامعة الشرقية. حيث أشار إلى جهود سلطنة عمان إلى تحقيق المخطوطات وفهرستها، مشيداً بالعديد من المؤسسات الوطنية التي تهتم بالمخطوطات وفهرستها، وتوجيه الباحثين إلى تحقيق عشرات المخطوطات التي ما تزال تنتظر محققا يتعامل معها.

وقد عكست هذه الفعالية الدور الريادي لجامعة صحار في تعزيز البحث العلمي وصون التراث الثقافي، كما وفرت منصة معرفية متكاملة للباحثين والطلاب للاطلاع على أحدث المنهجيات في تحقيق المخطوطات، وتأتي هذه الجهود ضمن التزام الجامعة بتقديم تعليم عالي الجودة والمساهمة في التنمية الفكرية والثقافية للمجتمع.